آثار الذنوب عند المسلم
الزيارات:
الزيارات:
غير معرف | 5:33 م |
رمضانيات
حدّثنا ربنا -سبحانه وتعالى- كثيرًا عن آثار الذنوب، وتأثيرها على الأمم والأفراد في آن واحد، قال تعالى: )وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)، وقال تعالى: (وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ* فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ* لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ* قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ* فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ)، وقال عز وجل: (فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ* أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)، وقال جل شأنه: (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا* فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا).
وفهِم فِعلَ الذنوب بالأمم الصحابيُّ الجليل أبو الدرداء -رضي الله عنه- حين أخذ الناس يجرون فرحين بفتح قبرص، وإذا بأبي الدرداء ينتحي جانبًا وهو يبكي، فأقبل عليه أحد المسلمين قائلاً: أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام والمسلمين؟! فقال أبو الدرداء: "إلَيكَ عنِّي، فإنَّما هي أُمَّةٌ قاهرةٌ قادرةُ، إذْ عصَتْ أمرَ ربِّها، فصيَّرها إلى ما ترى".
نعم.. هكذا تفعل الذنوب بالأمم، وهذا هو فعلها في الشعوب، هذا ما فهمه نبي الله صالح -عليه السلام- حين خاطب قومه: )قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ).
وقد وازن الصحابي الجليل ابن عباس -رضي الله عنهما- بين آثار الحسنات والسيئات على ظاهر الإنسان وباطنه، فقال: "إن للحسنة نورًا في القلب، وزينًا في الوجه، وقوة في البدن، ورحبة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة ظلمة في القلب، وشَيْنًا في الوجه، ووهَنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبَغْضةً في قلوب الخلق".
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "الذنوبُ جراحاتٌ، ورُبَّ جرحٍ وقع في مقْتَلٍ، وما ضُرب عبدٌ بعقوبةٍ أعظمَ من قسوةِ القلبِ والبعدِ عن اللهِ، وأبعدُ القلوبِ عن الله القلبُ القاسي" ورحم الله أبا العتاهية حين تخيل لو أن للذنوب رائحة كريهة تفوح فتفضح المذنب كيف يكون حالنا؟ وكيف أن الله قد أحسن بنا إذ جعل الذنوب بلا رائحة. فقال:
أحسَنَ اللهُ إليْنا أنَّ الخَطايا لا تَفوح
فإذا المرْءُ منَّا بين جَنبيْه فُضُوح
وقال الحارث المحاسبي -رحمه الله-: "اعلَمْ يا أخي أنَّ الذُّنوبَ تورِثُ الغَفْلةَ، والغفلةُ تورِثُ القسوةَ، والقَسوةُ تورِثُ البعدَ من اللهِ، والبعدُ منَ اللهِ يورثُ النارَ، وإنما يتفكَّرُ في هذا الأحياءُ، وأما الأمواتُ فإنَّهم قد أَماتُوا أنفسَهم بحُبِّ الدُّنْيا". وصدق من قال:
وفهِم فِعلَ الذنوب بالأمم الصحابيُّ الجليل أبو الدرداء -رضي الله عنه- حين أخذ الناس يجرون فرحين بفتح قبرص، وإذا بأبي الدرداء ينتحي جانبًا وهو يبكي، فأقبل عليه أحد المسلمين قائلاً: أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام والمسلمين؟! فقال أبو الدرداء: "إلَيكَ عنِّي، فإنَّما هي أُمَّةٌ قاهرةٌ قادرةُ، إذْ عصَتْ أمرَ ربِّها، فصيَّرها إلى ما ترى".
نعم.. هكذا تفعل الذنوب بالأمم، وهذا هو فعلها في الشعوب، هذا ما فهمه نبي الله صالح -عليه السلام- حين خاطب قومه: )قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ).
وقد وازن الصحابي الجليل ابن عباس -رضي الله عنهما- بين آثار الحسنات والسيئات على ظاهر الإنسان وباطنه، فقال: "إن للحسنة نورًا في القلب، وزينًا في الوجه، وقوة في البدن، ورحبة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة ظلمة في القلب، وشَيْنًا في الوجه، ووهَنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبَغْضةً في قلوب الخلق".
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "الذنوبُ جراحاتٌ، ورُبَّ جرحٍ وقع في مقْتَلٍ، وما ضُرب عبدٌ بعقوبةٍ أعظمَ من قسوةِ القلبِ والبعدِ عن اللهِ، وأبعدُ القلوبِ عن الله القلبُ القاسي" ورحم الله أبا العتاهية حين تخيل لو أن للذنوب رائحة كريهة تفوح فتفضح المذنب كيف يكون حالنا؟ وكيف أن الله قد أحسن بنا إذ جعل الذنوب بلا رائحة. فقال:
أحسَنَ اللهُ إليْنا أنَّ الخَطايا لا تَفوح
فإذا المرْءُ منَّا بين جَنبيْه فُضُوح
وقال الحارث المحاسبي -رحمه الله-: "اعلَمْ يا أخي أنَّ الذُّنوبَ تورِثُ الغَفْلةَ، والغفلةُ تورِثُ القسوةَ، والقَسوةُ تورِثُ البعدَ من اللهِ، والبعدُ منَ اللهِ يورثُ النارَ، وإنما يتفكَّرُ في هذا الأحياءُ، وأما الأمواتُ فإنَّهم قد أَماتُوا أنفسَهم بحُبِّ الدُّنْيا". وصدق من قال:
رأيتُ الذُّنوبَ تُميتُ القلوبَ وقد يُورِثُ الذلَّ إدمانُها
وترْكُ الذُّنوبِ حياةُ القلوبِ وخَيْرٌ لنفْسِك عِصْيانُها
فلننظر إلى أنفسنا: هل نحن من الأحياء أم من الأموات؟.. ومن ينصرنا من الله إن عصيناه؟ كما قال نبي الله صالح -عليه السلام-.
فهل تريد القلب الحي، ونور الوجه، وقوة البدن، وسعة الرزق، وحب الناس؟؟… فقد عرفت الطريق
0 التعليقات:
إرسال تعليق